الكاتب : فريق عمل دفترة
ما هي الإدارة الاستراتيجية؟ وما أهميتها لعملك؟
محتويات المقال:
- مُلخص النقاط الرئيسية
- ما هو تعريف الإدارة الاستراتيجية؟
- هل الإدارة الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي وجهان لعملة واحدة؟
- ما هي مهام الإدارة الاستراتيجية؟
- في ماذا تتمثل أهمية الإدارة الاستراتيجية للمنظمات؟
- عناصر عملية الإدارة الاستراتيجية
- مكونات ومستويات عملية الإدارة الاستراتيجية
- من المسؤول عن الإدارة الاستراتيجية؟
- مهارات الإدارة الاستراتيجية
- خصائص الإدارة الاستراتيجية
- ما هي معوقات الإدارة الاستراتيجية؟
- كيف يساعد دفترة الإدارة الاستراتيجية؟
- الاسئلة الشائعة
أي منظمة تحتاج إلى مجموعة من المعطيات والمتطلبات التي تلزمها للبدء في نشاط عملها والاستمرار فيه بكفاءة وفعالية اجتمعت هذه المتطلبات معًا في الإدارة الاستراتيجية لتوصل منظمتك إلى بر الأمان، بداية من خطوة جمع البيانات مرورًا بمراحل عديدة في المنتصف، ونهاية بتحليل المعلومات المرتدة واستخلاص النتائج منها.
فالإدارة الإستراتيجية بها من التفاصيل ما قد يحيي منظمتك إذا أعطيته الاهتمام الكافي، أو يميتها إذا أهملته، وبها من المفاهيم ما قد يختلط عليك فيعطلك في بعض المراحل، لهذا نقدم لك في هذا المقال دليلاً عن الإدارة الاستراتيجية، وأهميتها، وعناصرها، وكيفية التخطيط لها، كل هذا وأكثر تجده بتفاصيل شاملة تمهد أمامك الطريق كصاحب عمل لتحقيق أهداف منظمتك من خلال الإدارة الاستراتيجية.
مُلخص النقاط الرئيسية
- الإدارة الإستراتيجية هي عملية تتم على عدة مستويات مختلفة من خلال إتباع خطوات ومراحل محددة، بهدف اتخاذ القرارات الذكية التي تساعد على تحقيق الأهداف طويلة المدى، وتحافظ على نمو واستدامة المؤسسة ومكانتها التنافسية في السوق.
- الفرق بين التخطيط الاستراتيجي والإدارة الاستراتيجية هو التخطيط الاستراتيجي جزء من الإدارة الاستراتيجية فهو مختص بتصور ووضع الرؤى المستقبلية التي تتناسب مع رؤية ورسالة المؤسسة، أما الادارة الاستراتيجية هي أعم وأشمل فهي تحدد الوضع الحالي والمستقبلي للمؤسسة وطرق التحسين والتطور.
- تتمثل وظائف ومهام الإدارة الاستراتيجية في الرؤية والرسالة، وبناء صورة المنظمة، والتحليل الداخلي والخارجي للمنظمة والعناصر المرتبطة بها، تحديد البدائل الاستراتيجية والأهداف قصيرة وطويلة المدى، وتسهيل الاتصال بين الإدارات والأقسام المختلفة.
- تبرز أهمية وأهداف الإدارة الإستراتيجية في تحديد وجهة عمل المنظمة، ووضع إطار لتنظيم النشاطات والعمليات، توفير مرجع أساسي لأي قرار مهم في المؤسسة، توقع التهديدات والمشكلات المستقبلية والسيطرة على المخاطر المحتملة.
- تشمل عناصر ومراحل عملية الإدارة الاستراتيجية 4 عناصر أساسية هي المسح البيئي، وضع وصياغة الاستراتيجية، وتنفيذ الاستراتيجية، ومرحلة التقييم والرقابة.
- تتمثل مكونات ومستويات الإدارة الاستراتيجية عدة مستويات وهي الإدارة الاستراتيجية على مستوى المنظمة، والإدارة الاستراتيجية على مستوى وحدة الأعمال، والإدارة الاستراتيجية على المستوى الوظيفي.
ما هو تعريف الإدارة الاستراتيجية؟
الإدارة الاستراتيجية هي عبارة عن عملية متكاملة تتكون من عدة خطوات، تشمل تحليل البيئة الداخلية للمنظمة، وتحليل وضعها الحالي بنقاط ضعفه وقوته، والإلمام بموارد المنظمة، وتحديد أهدافها، وتحليل الاستراتيجيات المتبعة والقرارات المتخذة في سبيل تحقيق تلك الأهداف.
وتعرف بأنها الإدارة المسؤولة عن القرارات الاستراتيجية كما أنها مختصة بوضع الخطط طويلة الأجل بالإضافة إلى تحليل البيئة الخارجية للمنظمة مثل للمنافسين، وأي عامل خارجي يمكن أن يؤثر على عمل المنظمة سلبًا أو إيجابًا، وتجميع كل تلك البيانات ومن ثم اتخاذ قرارات استراتيجية على إثرها لتطوير المنظمة ككل، وتحقيق أهدافها طويلة المدى.
ولكن يجب أن تفرّق هنا بين مفهوم الإدارة الاستراتيجية، ومفهوم التخطيط الاستراتيجي فكثيرًا ما يتم الخلط بينهما، فالإدارة الاستراتيجية هي حلقة الوصل بين إدارة التسويق، والتمويل والمحاسبة المالية، والتطوير، والإنتاج، ونظم المعلومات والحاسبات، وتساعد الإدارة الاستراتيجية على التكامل بين الإدارات السابقة للوصول إلى الأهداف المرجوة.
هل الإدارة الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي وجهان لعملة واحدة؟
بالطبع لا، فالتخطيط الاستراتيجي يعد جزءًا من الإدارة الاستراتيجية، حيث يركز على تحديد مجال عمل المنظمة وتصور رؤية مستقبلية لها تتناسب مع رسالتها، وبناء عليه وضع أهداف استراتيجية محددة، والعمل على تحقيقها من خلال وضع الاستراتيجيات المناسبة لذلك
أما الإدارة الاستراتيجية فبالإضافة إلى التخطيط الاستراتيجي فإنها تشمل أكثر من ذلك؛ كتنفيذ وتنظيم الإجراءات المتخذة في سبيل تحقيق أهداف المنظمة، وتوجيه موارد المنظمة جميعها لتحقيق تلك الأهداف، والرقابة على التنفيذ وتقييم نتائجه، ومن ثم تعديل الإجراءات المتخذة وفقًا للنتائج وإعادة الكرّة مرة أخرى.
ولكي تقوم بالتخطيط الاستراتيجي بشكل صحيح، عليك أولًا الإجابة على تلكالأسئلة الاستراتيجية الثلاثة
- أين أنت؟
- وإلى أين تريد أن تصل؟
- وكيف تصل له؟
فمن خلال الإجابة على تلك الأسئلة يتضح أمامك الوضع الحالي لمنظمتك، وما تطمح أن تصل إليه، وكيفية الوصول له.
اقرأ أكثر عن التخطيط الاستراتيجي وأنواعه وكيفية القيام به بطريقة صحيحة ومراحله المختلفة
ما هي مهام الإدارة الاستراتيجية؟
للإدارة الاستراتيجية عدة مهام رئيسية، هدفها تطوّر المنظمة ككل، تلك المهام تكمل كل واحدة منها المهمة التي سبقتها، وتمهد الطريق للمهمة التي تليها، في حالة من التكامل والتناغم المستمر لتحقيق رسالة ورؤية المنظمة، والسير في طريق تحقيق أهدافها الاستراتيجية، وتشمل هذه المهام ما يلي:
-
الرؤية والرسالة
إنشاء الرؤية والرسالة الخاصة بالمنظمة لإيضاح فلسفتها والغرض من إنشائها وما تريد تحقيقه من أهداف
-
بناء صورة المنظمة
بناء صورة للمنظمة تعكس قيمتها ومكانتها، وما يمكنها تحقيقه من خلال قدراتها ومواردها الداخلية، وتعزز شأنها بين المنظمات في السوق
-
التحليل الداخلي
تحليل الوضع الحالي للمنظمة، وتحديد نقاط القوة والضعف الخاصة بها، وأيضًا الفرص والتهديدات التي يمكن أن تتعرض لها
-
التحليل الخارجي
تحليل البيئة الخارجية للمنظمة، من تحليل للمنافسين والبيئة التنافسية ككل، وأي متغيرات خارجية يمكن أن تؤثر عليها
-
تحديد أهداف المنظمة
تحديد الأهداف الاستراتيجية -طويلة المدى- للمنظمة
-
تحديد البدائل الاستراتيجية
تحليل البدائل الاستراتيجية المتاحة أمام المنظمة، وتحديد أكثر هذه البدائل ملائمة من حيث إحداث التوافق بين رسالة المنظمة ومواردها وظروفها البيئية المحيطة
-
وضع الاستراتيجيات
وضع الاستراتيجيات العامة -طويلة المدى- التي تساعد على اقتناص أفضل الفرص لتحقيق أهداف المنظمة
-
تحديد الأهداف قصيرة المدى
تحديد أهداف المنظمة قصيرة المدى مثل (زيادة المبيعات، والأرباح، وحصص المساهمة، وتحسين خدمة العملاء) وذلك من أجل توجيه جهود الموظفين وتحقيق رؤية الشركة، ووضع استراتيجيات قصيرة الأجل لهذه الأهداف، والتي تتسق مع أهدافها طويلة المدى ومع استراتيجياتها العامة مثل (زيادة الإيرادات السنوية، والتوسع والنمو، وزيادة حصة المساهمة في الأسواق، وتحقيق استدامة الشركة).
-
التنفيذ
البدء في تنفيذ استراتيجية المنظمة في سبيل تحقيق أهدافها، بما يتناسب مع قدراتها ومواردها البشرية والمادية والتكنولوجية
-
تسهيل الاتصال
الحفاظ على وجود اتصال جيد واتساق بين أقسام وإدارات المنظمة الداخلية، حيث تهدف الإدارة الاستراتيجية إلى الربط بين أداء كل منهم في بناء موحد ومُتسق يساعد في النهاية على تحقيق أهداف المنظمة.
-
المراقبة والتقييم
مراقبة تنفيذ القرارات والإجراءات الاستراتيجية المتخذة لتحقيق أهداف المنظمة، وتقييم نتائجها ومقارنتها بالنتائج المرجوة، مع الاستفادة بالمعلومات الناتجة في تحسين فعالية القرارات الاستراتيجية المستقبلية
وبما أن لكل مهمة هدف وغاية، إليك أهمية الإدارة الاستراتيجية للمنظمات…
في ماذا تتمثل أهمية الإدارة الاستراتيجية للمنظمات؟
تهدف الإدارة الاستراتيجية إلى تأمين و استقرار المنظمات والمؤسسات، من خلال التركيز على نقاط قوتها واستغلال الفرص المتاحة والمناسبة لها، والتصدي للتحديات والتهديدات التي تواجهها والعمل على التغلب عليها، وتحليل هذه البيانات واستخلاص النتائج منها لاستمرار تطور استراتيجيات المنظمة وبالتالي تطور المنظمة ذاتها، وتتمثل أهمية الإدارة الإستراتيجية للمنظمة تفصيلًا في النقاط التالية:
1/ تحديد وجهة عمل المنظمة والمنتجات التي تعمل بها، وتحديد أي الأسواق ستدخل مستقبلًا.
2/ وضع إطار عمل لتنظيم نشاطات المنظمة وجعلها أكثر رسمية.
3/ الحفاظ على استمرار نجاح المنظمة واتساع سيطرتها على المجال التي تعمل به.
4/ تعتبر الإدارة الاستراتيجية مرجعًا أساسيًا لأي قرار مهم في المؤسسة.
5/ التحليل الشامل لبيانات السوق واتجاهاته مما يسهل التنبؤ بالمستقبل وجعل أعمال المنظمة استباقية وفي خانة الفاعل وليس رد الفعل، وهو ما يدعم المزايا التنافسية للمنظمة والكفاءات التي تتمتع بها.
6/ توقع التهديدات والمشكلات المستقبلية والعمل على إيجاد حلول لها.
7/ توجيه كافة موارد المنظمة وتوزيعها بشكل مثالي لتحقيق أهداف المنشأة بكفاءة وفعالية.
8/ اكتشاف أفضل الوسائل لاستغلال الفرص والاستفادة من نقاط القوة بالمنظمة، والتغلب على نقاط الضعف والتهديدات مثل: شدة المنافسة والأوضاع غير المستقرة للسوق والتغير السريع في بيئة الأعمال، مما يعمل على نمو قيمة المنظمة.
9/ زيادة الاهتمام بالعنصر البشري المتمثل في الموظفين والعاملين، وتقدير جهودهم مما يزيد من ولائهم للمنظمة، و تعزيز وعي المديرين بالمؤثرات الداخلية والخارجية وكيفية الاستجابة لها.
10/ تحسين استغلال الموارد وتخصيص الموارد البشرية والمالية يعد من أكثر العناصر التي تبرز أهمية الإدارة الاستراتيجية
11/ تساعد الإدارة الاستراتيجية على التخطيط المستقبلي والتنبؤ بالمتغيرات المحتملة، وتبني أساليب وإجراءات عملية للتعامل مع التحديات والفرص الناشئة.
12/ تعزيز الابتكار والتفكير الإبداعي لدى الموظفين من خلال تحديد الإدارة الاستراتيجية للأهداف بعيدة المدى، وهو ما يحفز الموارد البشرية على ابتكار حلول فعالة وذكية لتحقيق هذه الأهداف والوصول إلى أبعد من المتوقع.
ولقد ذكرت لك سابقًا أن الإدارة الاستراتيجية هي عملية متكاملة، ولكن ممَ تتكون؟ إليك الآتي…
عناصر عملية الإدارة الاستراتيجية
تتكون عملية الإدارة الاستراتيجية من 4 عناصر رئيسية، يمثل كل عنصر منهم خطوة بها، ويتكون هو من عدة خطوات أصغر، تساهم كل واحدة منهم في تنفيذ عملية الإدارة الاستراتيجية بشكل سليم وممنهج، بداية من المسح البيئي، مرورًا بوضع وتنفيذ الاستراتيجية، ونهاية بالتقييم والرقابة على التنفيذ، للعمل على نمو المنظمة وتحقيق رؤيتها ورسالتها
1- المسح البيئي
وهو ثلاثة أنواع:
- المسح غير المنتظم: يتم عند الحاجة لإثبات فرضيات معينة للمنظمة
- المسح الدوري: يتم بشكل متكرر، إما لتحديث بحث سابق، أو للإعداد لخطة جديدة
- المسح المستمر: ويتم بشكل مستمر ليدعم تنفيذ الاستراتيجية، ويحث المنظمة على الفرص المستقبلية المناسبة، ويعطي لها فرصة للتصدي للتهديدات التي قد تواجهها
ويشمل:
تحليل البيئة الداخلية
أي تحليل العوامل الداخلية المؤثرة على المنظمة، والتي تخضع لرقابة الإدارة العليا في الأجل القصير، بهدف تحديد نقاط القوة والضعف لدى المنظمة، ومعرفة كيفية التحصّن بهذه العوامل الداخلية لاستغلال الفرص الخارجية والاستفادة منها أقصى استفادة، والاستعداد لمواجهة التهديدات الخارجية، وهذه العوامل مثل:
- الموارد، وتشمل الموارد البشرية وما يمتلكونه من قدرات ومهارات ومواهب، والموارد والأصول المادية
- الهيكل التنظيمي للمنظمة وما يتضمنه من الاتصالات، والسلطة، وسلسلة القيادة
- ثقافة المنظمة، أي القيم والمعتقدات التي تحركها وتدير التعاملات بين أفراد المنظمة
- أنشطة إدارات المنظمة مثل إدارة الموارد البشرية، الإنتاج، التسويق، الإدارة المالية…
تحليل البيئة الخارجية
ويشمل تحليل العوامل الخارجية التي يمكن أن تؤثر على عمل المنظمة ولا تخضع لسيطرة الإدارة العليا في الأجل القصير، بهدف تهيئة المنظمة للتصدي لها، ووضع استراتيجيات للتعامل معها بفعالية للحد من آثارها السلبية على المنظمة، مثل:
- العوامل الخارجية المباشرة: وهي التي تؤثر بشكل مباشر على عمل المنظمة كشدة المنافسة أو ظهور منافسين جدد، المساهمين، الموردين، المشترين، الحكومة، والاتحادات التجارية
- العوامل الخارجية غير المباشرة: وهي التي تؤثر بشكل غير مباشر مثل: المتغيرات الدولية، الوضع الاقتصادي، السياسات والتشريعات، التكنولوجيا، المتغيرات الاجتماعية والثقافية
2- وضع وصياغة الاستراتيجية
تلك المرحلة من عملية الإدارة الاستراتيجية تتضمن تعريف رسالة المنظمة، وتحديد الأهداف وأولوياتها، وكذلك الموارد والاحتياجات الخارجية والداخلية التي يحتاجها العمل لتحقيق هذه الأهداف، ومن ثم يتم وضع الأساليب والسياسات الاستراتيجية التي يُمكن من خلالها الاستغلال الأمثل لنقاط القوة الموجودة بالفعل في المنظمة، أو الفرص التي يمكن أن تحصل عليها، بالإضافة إلى مقابلة التهديدات ونقاط الضعف التي يمكن أن تواجهها المنظمة وتسخير كل الجهود للتغلب عليهم.
3- تنفيذ الاستراتيجية
والآن حان وقت التنفيذ، وتحويل كافة الخطط والسياسات المكتوبة في الاستراتيجية إلى إجراءات وخطوات فعلية في سبيل تحقيق أهداف المنظمة، مع مراعاة توجيه كل موارد المنظمة من أفراد وبرامج وموازنات وغيرها نحو تحقيق ذلك بكفاءة وفعالية
4- التقييم والرقابة
في هذه المرحلة يتم تتبع أنشطة المنظمة، والرقابة على تنفيذ الإجراءات التي وضعتها الإدارة الاستراتيجية من قبل الإدارات والأقسام المعنية بالتنفيذ، واستخلاص النتائج من ذلك:
هل تم التنفيذ بصورة صحيحة؟
ما الأهداف التي تحققت مقابل الأهداف المرجوة؟
ما أسباب الإخفاق في تحقيق بعض الأهداف؟
كيف نعالج تلك الأسباب؟
وبشكل عام ما الإجراءات التي تم تنفيذها فعليًا على أرض الواقع مقابل المخطط لها؟
كل تلك المعلومات المرتدة من عملية التقييم والرقابة ترجع إلى الإدارات المعنية بكل مستوياتها لاتخاذ القرارات المناسبة كإيجاد حلول لمشكلة ما، أو تعديل الإجراءات أو الاستراتيجية ذاتها إذا تطلب الأمر ذلك.
معنى ذلك أن الإدارة الاستراتيجية تتم على عدة مستويات؟ بالطبع نعم.
مكونات ومستويات عملية الإدارة الاستراتيجية
تتكون الإدارة الاستراتيجية ثلاث مستويات مختلفة، ولكن يكمل كل واحد منهم الآخر، فأولهم هو الإدارة الاستراتيجية على مستوى المنظمة حيث يركز على المنظمة ككل، ثم الإدارة الاستراتيجية على مستوى وحدة الأعمال الاستراتيجية، وتركز على إدارة وحدات الأعمال كل على حدة ولكن بما يتسق مع رؤية وأهداف المنظمة العامة، وأخيرًا الإدارة الاستراتيجية على المستوى الوظيفي، وهي أسرعهم تنفيذًا.
وفيما يلي توضيح لتلك المستويات الثلاث:
1/ الإدارة الاستراتيجية على مستوى المنظمة
تختص بإدارة الأنشطة التي تحدد الخصائص المميزة للمنظمة عن غيرها من المنظمات المنافسة لها، واتخاذ القرارات العليا مثل:
- تحديد رسالة المنظمة ورؤيتها.
- المنتجات التي تقدمها في الوقت الحالي أو مستقبلًا.
- الأسواق التي تتعامل بها.
- إمكانية توسع ونمو مجال عمل المنظمة.
- توزيع الموارد على وحدات الأعمال الاستراتيجية المختلفة.
2/ الإدارة الاستراتيجية على مستوى وحدة الأعمال الاستراتيجية
تنقسم المنظمة إلى عدد من الأقسام أو وحدات الأعمال الاستراتيجية SBU، حيث يمكن إدارة كل منها بشكل مستقل، بما يتناسب مع تحقيق أهداف المنظمة.
وتركز إدارة تلك الوحدات على تحسين الوضع التنافسي الخاص بالسلع أو الخدمات التي تقدمها كل وحدة لقطاع معين أو شريحة معينة من المستهلكين، لذلك يطلق عليها أيضًا الاستراتيجية التنافسية.
ولكي يتم ذلك بشكل صحيح يجب أن تجيب الإدارة على ثلاث أسئلة هامة:
- ما هو المنتج أو الخدمة التي ستقدمها وحدة الأعمال؟
- من الجمهور المستهدف لذلك المنتج أو تلك الخدمة؟
- كيف ستتمكن الوحدة من التميز بين منافسيها وفي نفس الوقت تلتزم بسياسات المنظمة وتوجيهاتها وتساهم في تحقيق أهدافها؟
3/ الإدارة الاستراتيجية على المستوى الوظيفي
وهي الإدارة الاستراتيجية صاحبة الدور الأبرز في مرحلة تنفيذ الاستراتيجية، فهي توضع استرشادًا باستراتيجية المنظمة واستراتيجية وحدات الأعمال، وتتسم بالمدى الزمني القصير، فيبرز أثرها سريعًا كخطوة تنفيذية عملية مساهمة في تحقيق ما تم وضعه في الاستراتيجيتين السابقتين.
والآن، وبعد أن تحدثت معك عن الإدارة الاستراتيجية بمستوياتها، ترى من هو المسؤول عنها؟ إليك الإجابة
من المسؤول عن الإدارة الاستراتيجية؟
الإجابة وبكل اختصار هي الإدارة العليا، فالإدارة العليا هي المعنية بوضع الاستراتيجيات العامة للمنظمة، وتحديد الأهداف والسياسات والإجراءات التي يتم اتباعها من قبل المستويات الإدارية الأخرى وبالتالي فهي المسؤولة مسؤولية تامة عن الإدارة الاستراتيجية
ولكن فيمَ تتمثل الإدارة العليا؟
غالبًا ما تتمثل الإدارة العليا في
- مجلس إدارة الشركة ورئيسها
- أو المدير العام
- أو العضو المنتدب
- مديري الأقسام.
- رؤساء الفروع الإقليمية.
- المستشارون الاستراتيجيون.
أما عندما تحوي المنظمة عددًا من وحدات الأعمال الاستراتيجية فعادة ما يقوم نوّاب الرئيس -رجال الصف الثاني للإدارة العليا- بإدارة تلك الوحدات
وبالإضافة إلى ذلك، فكثيرًا ما تستعين الإدارة العليا بالاستشاريين الخبراء في الإدارة الاستراتيجية من خارج المنظمة لمساعدتهم في القيام بعملية الإدارة الاستراتيجية ككل، أو في مرحلة واحدة منها وهي التخطيط.
مهارات الإدارة الاستراتيجية
يحتاج القادة والمديرين المسؤولين عن تنفيذ عمليات الإدارة الاستراتيجية أن يكون لديهم بعض المهارات الأساسية منها: -
- القدرة على تطوير وتوجيه رؤية استراتيجية واضحة للمنظمة أو الشركة.
- التفكير التحليلي الذي يساعد على تحديد الاتجاهات والأهداف طويلة المدى التي تسعى المؤسسة لتحقيقها، وكذلك القدرة على تحليل البيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة.
- مهارات التواصل والتفاعل الجيدة سواء مع فريق العمل أو الشركاء الخارجيين.
- مهارات التحفيز والتوجيه وقيادة فريق العمل لتحقيق الأهداف المرجوة من خلال توحيد الجهود، وتعزيز التعاون، وتشجيع الابتكار والإبداع.
- القدرة على المرونة والتكيف مع المتغيرات الطارئة وبلورة الاستراتيجيات الإدارية للاستفادة من هذه التغيرات بل وخلق فرص مستجدة منها.
- القدرة على مراقبة تنفيذ الخطط الاستراتيجية، وتقييم النتائج، واتخاذ الإجراءات و التصحيحات اللازمة.
خصائص الإدارة الاستراتيجية
الإدارة الاستراتيجية هي منهج شامل ومتكامل لإدارة المؤسسات وتحقيق أهدافها، فيما يلي الخصائص الأساسية للإدارة الاستراتيجية: -
الاستباقية
يجب أن تركز الإدارة الاستراتيجية على تحليل وتحديد الاتجاهات المستقبلية والفرص المحتملة، ومن ثم وضع الاستراتيجيات المناسبة للتأقلم مع التغييرات المستقبلية والحفاظ على الريادة والمكانة التنافسية للمؤسسة في سوق الأعمال.
الرؤية والتصور
تتسم الإدارة الاستراتيجية بالتصور المستقبلي للأهداف والنتائج طويلة المدى التي تسعى المؤسسة للوصول إليها، ولكن لابد أن تكون هذه الأهداف قابلة للقياس والتقييم.
التكامل والمرونة
أحد أهم خصائص الإدارة الاستراتيجية هو التكامل والتنسيق بين مختلف أقسام المؤسسة، وتوحيد وتنسيق الجهود الفردية من أجل تحقيق الأهداف العامة بكفاءة وفاعلية، وكذلك تتسم الإدارة الاستراتيجية بالمرونة وقابلية التكيف والتعديل وفقًا للتغيرات والتطورات المستجدة.
التوجيه والتواصل
تعتبر الإدارة الاستراتيجية هي الجهة الأولى المسؤولة عن توجيه الأعمال وأنشطة التشغيل، وكذلك توجيه الموارد وتوزيعها بشكل فعال في ضوء تحقيق الأهداف والمخططات الإستراتيجية، كذلك من أهم خصائص الإدارة الاستراتيجية التواصل والمشاركة على كافة مستويات المؤسسة لضمان فهم رؤية وأهداف المؤسسة بوضوح لجميع الأفراد المعنية وكذلك الأدوار والمهام المطلوبة من كل فرد لتحقيق هذه الرؤية والتفوق على التوقعات.
ما هي معوقات الإدارة الاستراتيجية؟
بالرغم من كل المزايا والفوائد التي تحققها الإدارة الاستراتيجية إلا أنها تواجه بعض المعوقات والمشكلات، ومنها: -
- عدم قدرة القادة والموظفون أحيانًا لمواكبة التغييرات المطلوبة لتطبيق الإدارة الاستراتيجية، مثل تغيير أساليب العمل التقليدية والاتجاه إلى تعميم استخدام البرامج والأنظمة والتقنيات الرقمية المستحدثة في كل مراحل العمل.
- محدودية الموارد وتشمل (الموارد البشرية من الموظفين والعاملين، والموارد المادية من المواد الخام والسيولة النقدية، وكذلك الموارد التكنولوجية من البرامج والأنظمة الرقمية) وهو ما يعيق تنفيذ خطوات الإدارة الاستراتيجية بشكل فعال.
- التشتت وعدم التركيز أثناء تنفيذ الخطط الاستراتيجية، وهو ما ينتج عنه فشل في تحقيق الأهداف ونتائج غير مرضية.
- نقص المهارات والخبرات والقدرات التنظيمية اللازمة لتنفيذ عمليات الإدارة الإستراتيجية بالكفاءة المطلوبة.
- عدم تكامل الخطط الاستراتيجية للمؤسسة مع العمليات والأنشطة اليومية التي تتم، وينتج ذلك من عدم متابعة وتقييم النتائج.
كيف يساعد دفترة الإدارة الاستراتيجية؟
هل تعتقد أن برنامج المحاسبة وبرنامج إدارة الموارد البشرية وغيرهم من برامج دفترة لا يمكنهم مساعدتك في الإدارة الاستراتيجية؟
على العكس من ذلك تمامًا، فمن خلال برنامج دفترة الذي يتيح لك الأدوات التي تسبق مرحلة التخطيط وأدوات تساعدك أثناء عملية التخطيط نفسها يُمكنك تنفيذ كافة مراحل وخطوات الإدارة الاستراتيجية بنجاح، فأدوات التتبع و التحليل التي يوفرها النظام كالقيود المحاسبية والفواتير والمبيعات والتقارير تعمل كلها كخطوة أولى للتخطيط والإدارة الاستراتيجية، لذا يُمكنك الآن استخدام دفترة ونفذ رؤيتك وفعّل رسالتك بالشكل الذي تصورتها عليه بالضبط.
الاسئلة الشائعة
هل الإدارة الإستراتيجية تخصص جيد؟
تخصص الإدارة الاستراتيجية يتطلب مهارات ومعرفة وفهم عميق للعمليات الإدارية والاقتصادية، فضلاً عن القدرة على التفكير التحليلي واتخاذ القرارات الاستراتيجية الصائبة. يشمل هذا التخصص أيضًا دراسة النماذج والأدوات الاستراتيجية المستخدمة لتحليل السوق وتقييم التنافسية وتطوير استراتيجيات التسويق و النمو والابتكار.
ويحقق تخصص الإدارة الاستراتيجية لصاحبه العديد من المزايا منها: -
- إتاحة فرص وظيفية واسعة في سوق العمل بالمجالات المختلفة مثل إدارة المشاريع، وتطوير الأعمال، والتخطيط الإستراتيجي، وغيرها.
- اكتساب العديد من المهارات مثل التفكير التحليلي، ومهارات التواصل، والقيادة، وكذلك تعلم كيفية التعامل مع التحديات والاستفادة من الفرص واستخلاص الأفكار الرئيسية لاتخاذ قرارات مدروسة.
- العمل في تخصص الإدارة الاستراتيجية برواتب مُجزية ومزايا أخرى نظرًا لأهمية هذه الإدارة في تحقيق أهداف المؤسسة ونجاحها، ومن أبرز المسميات الوظيفية التي تندرج ضمن تخصص الإدارة الاستراتيجية: -
- محلل استراتيجي.
- مدير تخطيط الأعمال.
- مستشار استراتيجي.
ما هو الهدف العام للإدارة الإستراتيجية؟
الهدف العام للإدارة الاستراتيجية هو تحقيق التفوق التنافسي للمؤسسة، من خلال تحقيق الرؤية والأهداف بأداء متميز وأساليب استراتيجية تساعد على النجاح المُستدام.
ما هو مفهوم الاستراتيجية؟
الاستراتيجية في الأساس هي مصطلح عسكري كان يستخدم بصفة عامة في الخطط الحربية والتخطيط للعمليات العسكرية، وبعدها بدأ استخدام المصطلح بشكل واسع في المجالات المختلفة لتشير إلى الخطط طويلة الأمد للوصول إلى أهداف محددة سواء كانت اقتصادية، أو سياسية، أو رياضية، أو تعليمية، وتعني ايضًا كيفية الاستخدام الذكي للموارد من أجل تنظيم العمليات والأنشطة في ضوء تحقيق الأهداف في أقل وقت ومجهود ممكن وبنتائج مرضية، ذلك من خلال تطبيق مجموعة من السياسات والخطط والمناهج العملية.
ها نحن الآن قد انتهينا، وقد تعلمت ماهية الإدارة الاستراتيجية، وكيف لها أن تفيد عملك، فهي بوابتك للنجاح بمنظمتك والعمل على نموها، من خلال اتّباع كل عنصر من عناصرها بخطواته، والقيام بها على المستويات و الأصعدة المختلفة بيد من هم مؤهلين لذلك من المسؤولين عن الإدارة الاستراتيجية.
إدارة أدق لشركتك
دفترة يسهل عليك عملية بناء استراتيجية لشركتك لما يوفره من بيانات دقيقة لجميع أقسام الشركة