الكاتب : فريق عمل دفترة
ما هو التسيير المالي ووظائفه وأهميته بالنسبة للمؤسسات
تشهد السنوات الأخيرة العديد من المتغيرات والتطورات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتي بدورها انعكست بشكل فعّال على عالم المال والأعمال، وقد أدى ذلك إلى تزايد أهمية المعلومات المحاسبية التي أصبحت تشكل العامل الأساسي في عملية اتخاذ القرارات التمويلية والاستثمارية، ولذلك كان لابد من ظهور ما يعرف اليوم بالتسيير المالي.
والذي أصبح بدوره أحد أهم المجالات منذ بداية الأزمة الاقتصادية، والتي شهدت فترة من الكساد المالي والاقتصادي أدت إلى انهيار العديد من المؤسسات، الأمر الذي أدى لبروز الحاجة لدراسة محتوى التقارير المالية للمؤسسات للتنبؤ بالوضع الاقتصادي، الأمر الذي يمكن تحقيقه من خلال فحص وتحليل القوائم المالية.
فإذا كنت من العاملين في أحد المؤسسات أو من المهتمين بعالم الاقتصاد والمال والأعمال، ففي هذا المقال سنتعرض لكل ما يخص مفهوم التسيير المالي، بالإضافة إلى أهدافه، وأهم مراحل وخطوات التسيير المالي، ووظائفه، بجانب بعض الآراء الجدلية حول ماهية التسيير المالي.
تعريف مفهوم التسيير المالي:
يعد التسيير المالي هو عملية تخطيط وتنظيم ومراقبة الموارد المالية الخاصة بناء على دراسة وتحليل القوائم المالية، بهدف تحقيق التأثيرات المالية التي تتماشى مع الأهداف والغايات التنظيمية المطلوب تنفيذها أيضا، فهي تسعى للتحكم في الأنشطة المالية وكل ما يتعلق بالمال في المؤسسة وتعد هدفاً ضمن أهداف الإدارة المالية، الأمر الذي يساعد فيما بعد على تقييم المخاطر التي قد تواجهها المؤسسة في المستقبل، وإكتشاف نقاط القوة والضعف للأنشطة المالية والتجارية، بجانب تقييم وضع المؤسسة المالي ومدى الإندماج مع مكونات المحيط المالي، ومن ثم تقديم بعض التوصيات والمقترحات التي تفيد المؤسسة في المشاريع والأنشطة المستقبلية.
أهمية التسيير المالي
تساهم عملية التسيير المالي في تحديد أهداف المؤسسة، وصياغة أو تغيير سياساتها، بجانب وضع الإجراءات وتنفيذها، وتكمن أهمية التسيير المالي في النقاط التالية:
- الحفاظ على التوازن بين المصروفات والدخل، لضمان الاستقرار المالي من أجل تنفيذ خطط النمو والتوسع.
- حماية المؤسسة من التقلبات والمخاطر الاقتصادية والمخاطر المالية.
- يوفر الرؤى بعيدة وقصيرة المدى لاتخاذ قرارات مالية حاسمة.
- يساعد في تخصيص الأموال وخفض التكاليف.
- يساهم في زيادة نسب الربح، وهو ما ينعكس على قيمة المؤسسة.
أهداف التسيير المالي:
في عصر المال والأعمال، أصبحت الحاجة لتطبيق التسيير المالي أمر لا غنى عنه لضمان نجاح المؤسسة وأنشطتها التجارية، حيث تكمن أهمية التسيير المالي في تحقيق الأهداف التالية
-
تقييم احتياجات رأس المال:
وهو ما يعني تقييم بعض العوامل المالية الثابتة مثل تكلفة وتخصيص الأصول، وتكلفة التسويق والموارد البشرية، بجانب مدى الحاجة لرأس المال الاحتياطي.
-
تحديد هيكل رأس المال:
يقصد بهيكل رأس المال الإطار الذي يتحكم في اتخاذ بعض القرارات المتعلقة بنسب الديون أو الأصول الثابتة على المدى الطويل والقصير، ولذلك هناك دائما حاجة إلى إعداد هيكل رأسمالي قوي مع مراعاة جميع مصادر رأس المال.
-
تطبيق سياسات مالية حاسمة:
من الضروري صياغة سياسات مالية فعالة تتعلق بالرقابة على النقد وعمليات الإقراض والاقتراض، بجانب التعبئة السليمة، وهي تعني عدم إهدار المدخرات والسيولة على مشروع واحد، وهنا يجب التفكير جيدََا قبل استخدام الأصول أو السيولة سواء كانت أموال، أو أسهم أو منتجات، أو استثمارات في مشاريع وشركات.
-
تحسين الموارد لتحقيق أقصى درجات الربحية:
ويمكن تحقيق ذلك من خلال الاستخدام الأمثل للموارد المالية المتاحة، وهو ما يقلل من نسب التكاليف، ويؤدي إلي زيادة السيولة المالية لتحقيق أقصى عائد على الاستثمار.
-
زيادة الكفاءة :
ويقصد هنا بها زيادة كفاءة جميع أقسام المؤسسة، والتوزيع الجيد للموارد على جميع الأقسام والإدارات مع الأخذ في الاعتبار الاحتياجات المتعلقة بكل قسم.
-
بقاء أعمال المؤسسة وتقليل المخاطر:
في عالم المال والأعمال دائمََا هناك مخاطر، لذلك هناك حاجة إلى تجنب جميع أنواع المخاطر والمغامرات غير المحسوبة، تجنبًا لحدوث نتائج كارثية.
مراحل وخطوات التسيير المالي:
كما أوضحنا سابقًا أن الهدف من عملية التسيير المالي هو تسيير حركة الأموال والموارد المادية ككل للمؤسسة، وحتى تتمكن المؤسسة من تحقيق هذا، فهناك العديد من الخطوات التي يجب تطبيقها، وفيما يلي أهم هذه الخطوات والمراحل:
-
تحديد الأهداف:
من الضروري التأكد أن الأهداف التي تسعى لتحقيقها هي ذكية وواقعية حيث يجب أن تكون الأهداف قابلة للقياس وللتحقيق أيضًا، بالإضافة إلى ضرورة وجود إطار زمني محدد لهذه الأهداف، يجب أيضا مراجعة مدى تقدّم تلك الأهداف بشكل دوري، والتعرف على مدى تأثير المتغيرات عليها.
ففي هذه الخطوة يجب عليك صياغة خطة طوارىء، ويجب أن تتضمن بعض العقبات المحتملة، وطرق التغلب عليها.
-
جمع المعلومات:
تعتمد عملية التسيير المالي على جمع المعلومات المالية والشخصية، بجانب مدى جودة ووضوح هذه المعلومات بالطبع، وتشمل هذه المعلومات بعض العناصر الهامة مثل: الإيرادات والمصروفات وموقف المخاطرة والتسامح والقدرة.
-
معالجة النواقص وتعديل الأهداف
تتم مراجعة المعلومات التي تم ذكرها في الخطوة السابقة وتحليلها، حيث يتم من خلال هذه المعلومات إعداد تقرير شامل عن وضع وموقف المؤسسة المالي في الفترة الحالية، لتحديد أبرز نقاط القوة والضعف، بجانب القدرة على تحمل المخاطر، بالإضافة إلي تقييم إمكانية تخصيص الأصول للإستثمار، وهو ما يساعد في فهم إذا كان هناك حاجة لتعديل الخطة أو الأهداف التي تم وضعها سابقًا.
-
وضع خطة مالية شاملة
وهنا يقصد بها العمل وفقًا لخطة زمنية مالية ووضع ميزانية محددة تتماشى مع الأهداف، والمعلومات التي تم جمعها سابقًا، حيث يجب تحديد مبلغ للتكاليف والصرف لكل فترة زمنية والالتزام بهذا المبلغ وفقًا للميزانية الموضوعة، بجانب تتبع الإنفاق الخاص.
-
تنفيذ الخطة
الآن حان الوقت لتنفيذ العملية وتطبيق الخطة، وتتبع التغيرات وأرباح الاستثمارات للتأكد من السير وفقًا للجدول الزمني.
-
تعديل الخطة المالية أو الأهداف:
في حالة تغير الظروف، أو ظهور بعض المتغيرات الجديدة والتي تجعل من الصعب تلبية المتطلبات أو تحقيق أهداف الخطة، فقد يكون الحل اللجوء لنهج جديد، وجعل الخطة أو الأهداف تتكيف وفقًا للمتغيرات الجديدة.
وظائف التسيير المالي:
تكمن مهام ووظائف تطبيق التسيير المالي في الآتي:
المحافظة على اليسر المالي وتحقيق التوازن المالي من خلال تحقيق الحد الأدنى من السيولة المالية والنقدية، والذي يمنع حدوث أي من مخاطر مثل التوقف عن دفع المستحقات، والتي قد تنتج عنها أضرار مثل فشل المؤسسة وإشهار إفلاسها لتسديد الديون.
المحافظة على مستوى الأداء المالي، ويتحقق ذلك من خلال خفض نسبة التكاليف وزيادة نسب الإيرادات، ولكن يتوقف هذا الأمر على موردي الموارد المادية، بالإضافة إلي العملاء الراغبين في الحصول على أسعار معينة وجودة عالية.
تعظيم قيمة المؤسسة، من خلال تحقيق نتائج إيجابية فعالة، وتحقيق فوائض مالية، ويحدث ذلك من خلال إجراء دراسات جدوى مستقبلية.
والتي تحدد بعض العوامل والمخاطر التي قد تهدد من قيمة المؤسسة ولعل أبرز هذه المخاطر الأتي :
-
المشاكل المتعلقة بتوقف الإنتاج.
-
مشاكل متعلقة بالجودة والنوعية.
-
ارتفاع التكاليف.
-
ارتفاع معدلات الفائدة والصرف.
-
انخفاض الحصة السوقية.
-
ظهور سلع ومنتجات بديلة.
-
مدي تطور ونجاح المنافسين.
التحكم في المخاطر المادية التي قد تواجهها المؤسسة ، حيث أن هناك العديد من المخاطر التي قد تؤدي إلي فشل عمل المؤسسة ، وهي كالأتي :
- مخاطر متعلقة بالنشاطات والمشاريع المستقبلية.
- مخاطر متعلقة أيضا بتمويل أصول المؤسسة.
- بجانب مخاطر متعلقة بإرتفاع التكاليف، وهي قد تؤدي إلي الفشل المالي أو الافلاس.
- بالإضافة إلي المخاطر المرتبطة بالبيئة نتيجة عدم الاستقرار.
- مخاطر متعلقة بالمحيط السياسي والإداري التي تعمل من خلاله المؤسسة
.
نصائح الخبراء للتسيير المالي الجيد:
- الالتزام بالخطة المالية وعدم تغييرها إلا في حالة الضرورة القصوى أو حدوث أي متغيرات.
- تتبع حجم الإنفاق.
- قم بسداد جميع الديون وابتعد عنها تمامًا.
- أتمتة المدخرات والمدفوعات، ومن الممكن الوصول لذلك من خلال جدولة الديون والفواتير المستقبلية، بحيث يمكن تسديد الحد الأدنى من المدفوعات.
- الاستعانة بالخبراء والمستشارين الماليين.
هل يساعدك دفترة في عملية التسيير المالي لمؤسستك؟
يعد جوهر عملية التسيير المالي أن تقيّم الوضع الحالي للمؤسسة ووضع خطة مالية مستقبلية تناسب أهداف المؤسسة. ويعينك برنامج المحاسبة من دفترة في مرحلة التقييم وجمع المعلومات ويجعلك ملمًا بكل الجوانب المالية والمحاسبية للشركة، وهو بالتأكيد ما سينعكس على جودة التنبؤ والتخطيط بل ويفيدك إن أردت وضع موازنة. ومن هنا يمكننا القول أن توفر نظام لإدارة موارد وتخطيط المؤسسات بإمكانيات دفترة، هو الخطوة الأولى لتحقيق التيسير المالي.
وبذلك يكون المقال قد تناول بالشرح تعريف مفهوم التسيير المالي، وأهداف التسيير المالي وأهمية هذه الأهداف، بجانب خطوات ومراحل تطبيق التسيير المالي، بالإضافة إلي أهم وظائف ومهام عملية التسيير المالي، ونصائح الخبراء بشأن ضمان تسيير مالي جيد.
.
إدارة مالية أسهل في دفترة
يمكنك دفترة من ادارة وتطبيق عملية التسيير المالي بكل احترافية