الكاتب : فهد أبو عميرة
مراجعة : محمد نعيم
هامش الربح وأنواعه وطريقة حسابه
تختلف الأهداف التي تبحث عنها كل مؤسسة اقتصادية، لكن الأمر المشترك بينهم جميعًا أنهم يسعون بالتأكيد إلى تحقيق أكبر نسبة ممكنة من الأرباح، لكن كيف يتم معرفة أن المؤسسة نجحت في هذا الهدف؟ هنا يأتي دور قياس هامش الربح وهو ما سنشرحه في السطور التالية.
ما هو هامش الربح؟
يُعرف هامش الربح على أنه مقياس للتعرف على قدرة الشركة على جني الأموال من خلال بيع منتجاتها، وعادة يتم التعبير عنه في شكل نسبة مئوية، والتي تشير إلى النسبة التي يمكن للمؤسسة أن تحتفظ بها من خلال إجمالي ما حققته من أرباح خلال فترة زمنية محددة.
وتستخدم المؤسسات والمستثمرون ووكالات التصنيف الائتماني مقياس هامش الربح لمعرفة الصحة المالية لكل شركة أو مؤسسة قبل اتخاذ قرارات التوسع في العمل أو الاستثمار في تلك الشركة أو إقراضها؛ بهدف التعرف على كيفية إدارتها بأفضل شكل والتنبؤ بمدى نموها مستقبلًا.
أنواع هامش الربح
هناك 3 أنواع أساسية من هامش الربح ينبغي على الإدارات أن تهتم بقياسها جميعًا للتعرف على مدى الصحة المالية للمؤسسة واتخاذ القرارات المستنيرة، وتنقسم تلك الأنواع إلى ما يلي:
1ـ هامش الربح الإجمالي
يستخدم قياس هامش الربح الإجمالي لمعرفة هامش الربح الذي يحققه المنتج أو الخدمة التي تقدمها بمفرده، وليس إجمالي الربح الذي تحققه الشركة بأكملها.
ويكون ناتج خصم النفقات المباشرة التي تحتاجها تلك المنتجات من الأرباح التي تحققها تلك المنتجات هو هامش الربح الإجمالي؛ مما يساعد على اكتشاف المنتجات الأكثر والأقل ربحية ويشجع الإدارة على استخدام تلك البيانات في إعادة تسعير بعض المنتجات أو التوقف عن إنتاجها من الأساس.
ويهتم هذا النوع من هوامش الربح بـ المصروفات المباشرة التي يحتاجها المنتج مثل أجور العمالة وتكلفة المواد الخام، لكنه لا يركز على النفقات الثابتة مثل مصاريف الإيجار أو المرافق أو مصاريف شراء المعدات أو الضرائب.
2ـ هامش الربح التشغيلي
إذا كان هامش الربح الإجمالي يركز على ما تحتاجه المنتجات من نفقات مباشرة فقط، فإن هامش الربح التشغيلي يأخذ في عين الاعتبار كل ما تنفقه المؤسسة من مصاريف تشغيلية يومية، مثل النفقات العامة ومصاريف التشغيل والعمليات والمبيعات والإدارة وغيرها.
كما يركز هذا الهامش على معدلات استهلاك الأصول التي تمتلكها الشركة ولكنه يتجاهل الديون التي تلتزم بها والضرائب المفروضة عليها.
في النهاية، يعطي هامش الربح التشغيلي صورة أكثر موضوعية ودقة لما تكسبه الشركة فعليًا من مبيعاتها بعد خصم المصاريف التشغيلية التي تتكبدها يوميًا.
3ـ هامش الربح الصافي
يقيس هامش الربح الصافي ما تحققه الشركة من مكاسب بعد خصم جميع نفقاتها من الإيرادات التي تحققها، وتتضمن النفقات التي يتم خصمها في قياس هذا الهامش تكاليف إنتاج المنتجات والمصاريف الإدارية والضرائب والديون وغيرها.
بعد ذلك يتم التعبير عن هامش الربح الصافي من خلال حساب نسبة ربح الشركة من مبيعاتها، وتعتبر هذه النسبة مؤشر دقيق للغاية لقياس الصحة المالية للمؤسسات.
أفضل الاستراتيجيات المتبعة لتحسين هامش الربح
إذا كنت تبحث عن كيفية تحسين هامش الربح الخاص بمؤسستك، فالطريق يسير للغاية، بإمكانك فقط أن تقلل من حجم النفقات والتكاليف التي تصرفها أو زيادة الأرباح التي تحصل عليها أو المزج بين الطريقتين وهو الحل الأفضل، لكن كيف يحدث ذلك؟
فيما يلي نقدم لك مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكنك الاعتماد عليها في هذا الأمر:
1ـ قلل إجمالي تكاليف التشغيل
من المهم أن تبحث عن أفضل خدمة تتلقاها بأقل سعر تدفعه، لذلك ننصحك بالبحث عن طرق فعالة لتقليل مصاريف المكاتب التي تستخدمها والمرافق والخامات وأجور العاملين معك والمعدات المستخدمة ومصاريف إصلاح الخلل فيها وغيرها.
حاول دائمًا التفاوض على أقل سعر يمكن أن تدفعه لكن دون بخس حق الموظفين حتى لا تؤثر على رضاهم الوظيفي ودون استخدام خامات أقل في الجودة بشكل يؤثر على رضا العميل، فتزداد خساراتك بدلًا من أرباحك، كن دائمًا متوازنًا في هذا الأمر واخرج بأفضل المكاسب الممكنة التي لا تؤثر سلبًا على مؤسستك من جوانب أخرى.
2ـ اختر المنتجات ذات الربحية الأعلى
من المهم أن تجري تحليل التعادل بين الحين والآخر على المنتجات التي تبيعها في مؤسستك؛ لتكتشف المنتجات التي تكلفك الكثير من الأموال ولكنها تكسبك القليل من الأرباح، حينها يجب أن تتخلص منها أو تستبدلها بمنتجات أخرى تحقق لك هامش ربحي أعلى.
لذلك، ننصحك أن تكون على اطلاع دائم بما يشهده السوق من تطورات، والتعرف على منتجات المنافسين التي تحقق معدلات ربح أعلى وتقوم بتصنيع مثلها لتعزز أرباحك الكلية.
3ـ غيّر استراتيجية التسعير
قد تكون منتجاتك ذات مميزات رائعة ولكن تسعيرك لها يتم بشكل خاطئ يؤثر على أرباحك بشكل مباشر؛ لذا فكر في تغيير الاستراتيجيات التي تعتمدها في التسعير فيمكن أن تجعله معتمدًا على ما تقدمه منتجاتك من قيمة أو يكون متعلقًا بحجم تكلفة صناعة المنتجات مُضافًا إليها هامش الربح المناسب، حينها قد تكتشف كم كنت مخطئًا في تسعير منتجاتك.
اقرأ أيضًا: مفهوم تسعير المنتجات واحدث استرتيجيات التسعير
4ـ زيادة ولاء عملائك لمؤسستك
شعور العملاء بأنك تهتم بآرائهم وخدمة ما بعد البيع كفيل بأن يجعلهم يتعاملون مع مؤسستك دائمًا، حيث يشعرون بالانتماء لك، حينها يمكنك توفير قدر كبير من ميزانية الإعلانات بل يمكن أن يلعب هؤلاء العملاء دور المعلن لك حينما يشجعون المقربين لهم بالتعامل مع مؤسستك أيضًا ويدافعون عنك في أوقات الأزمات.
اقرأ أيضًا: ما هي إدارة علاقات العملاء CRM
كيف تحسب هامش الربح لمؤسستك؟
هناك معادلات مختلفة لحساب كل نوع من أنواع هوامش الربح التي ذكرناها في هذا المقال، سنذكرها على النحو التالي:
1ـ حساب هامش الربح الإجمالي
بإمكانك الحصول على نسبة هامش الربح الإجمالي من خلال تطبيق المعادلة التالية:
نسبة هامش الربح الإجمالي = (صافي المبيعات - تكلفة البضاعة المباعة) ÷ صافي المبيعات × 100
2ـ حساب هامش الربح التشغيلي
بإمكانك الحصول على نسبة هامش الربح التشغيلي من خلال تطبيق المعادلة التالية:
نسبة هامش الربح التشغيلي = (الأرباح التشغيلية ÷ المبيعات) × 100
3ـ حساب هامش الربح الصافي
بإمكانك الحصول على نسبة هامش الربح الصافي من خلال تطبيق المعادلة التالية:
هامش الربح الصافي = (صافي الربح بعد خصم كافة النفقات ÷ الإيرادات) × 100
الأخطاء الشائعة في حساب هامش الربح
تُعد عملية حساب هامش الربح خطوة أساسية لكل مؤسسة تجارية عند اتخاذ القرارات بإضافة منتج أو إزالة آخر وتحديد استراتيجيات التسويق والتعرف على كيفية تطوير عملها وغيرها من القرارات؛ مما يستلزم أن تركز الشركة انتباهها خلال هذه العملية والتأكد من أنها توصلت إلى نتائج حقيقية ودقيقة قدر المستطاع.
لكن هناك مجموعة من الأخطاء الشائعة التي تقع فيها المؤسسات المالية خلال حساب مختلف هوامش الربح، نذكر منها ما يلي:
1ـ نسيان بعض التكاليف
تقع كثير من الشركات في خطأ جسيم أثناء حساب مختلف أنواع هوامش الربح، حيث تنسى أو تتجاهل بعض التكاليف التي يجب الأخذ بها في عين الاعتبار، فعلى سبيل المثال تركز الشركة على مصاريف المواد الخام فقط وتغفل عن حساب مصاريف الإدارة والتغليف والتسويق والعمالة وغيرها؛ فيترتب على ذلك التوصل إلى نسب هوامش الربح بشكل خاطئ.
تعرف على: التكاليف المباشرة والتكاليف غير المباشرة والفرق بينهم.
2ـ الخلط بين التكاليف الثابتة والمتغيرة
خطأ آخر قد تقع فيه بعض الشركات أثناء حساب هامش الربح الخاص بها، وهو عدم الوعي الكافي بالتكاليف الثابتة التي لا تتغير بتغير حجم الإنتاج مثل الإيجار أو رواتب العمال، والمصاريف المتغيرة التي تتأثر بحجم الإنتاج مثل تكلفة المواد الخام والشحن؛ لأن التعامل مع التكاليف المتغيرة على أنها ثابتة قد يؤدي إلى الخروج بنتائج خادعة لحساب هامش الربح توهم الإدارة بأنها حققت صافي ربح أكثر من الحقيقي.
3ـ تجاهل مواسم البيع والخصومات
هناك شركات قد تعاني من زيادة الربح في بعض المواسم وانخفاضه في مواسم أخرى، حينها قد يكون الحل المثالي لزيادة المبيعات هو إطلاق مجموعة من العروض والخصومات على المنتجات الأقل مبيعًا.
وهنا تحدث المشكلة، حيث إنه قد تغفل الإدارة حينها على حساب هذه الخصومات التي ستؤدي بالطبع إلى تقليل الإيرادات، وبالتالي تحصل على نتائج لحساب هوامش الربح بشكل غير صحيح.
4ـ عدم تحديث الأسعار باستمرار
مع زيادة معدلات التضخم في العالم ينبغي على الشركات أن تكون على وعي تام بأسعار المواد التي تحتاجها في التصنيع والزيادة المتوقعة في النفقات العامة وزيادة المرتبات ومختلف أنواع التكاليف، وتحديث تلك الأسعار باستمرار عند حساب هامش الربح؛ حتى يكون الناتج متسقًا مع الحالة الاقتصادية التي يشهدها المجتمع.
5ـ عدم مراجعة البيانات
إن خطأ في رقم واحد في أي مرحلة خلال حساب هامش الربح كفيل بأن يؤدي إلى نتائج خاطئة تمامًا يترتب عليها عواقب وخيمة؛ لذا ينبغي أن تمر مراحل حساب هوامش الربح بمراجعة أكثر من مرة ومن الأفضل أن يشرف على المراجعة أكثر من شخص بمستويات خبرة عالية لضمان التوصل إلى أقصى درجة ممكنة من النتائج الصحيحة والدقيقة.
الفرق بين هامش الربح وصافي الربح
يخلط الكثيرون بين تعريف هامش الربح وصافي الربح، لكن هناك ثمة فارق بسيط بين كلا المصطلحين.
ببساطة صافي الربح هو المبلغ المتبقي من المبيعات بعد خصم تكاليف الإنتاج والمصاريف التشغيلية والضرائب وغيرها. أما هامش الربح فهو نسبة مئوية تظهر معدل ما حققته الشركة من ربح قياسًا على ما حققته من إيرادات.
لكن هامش الربح وصافي الربح يساعدان في النهاية على التعرّف على الصحة المالية للشركة ومدى نجاح الإدارة في تحقيق أقصى أرباح ممكنة مما تجمعه من إيرادات.
العوامل المؤثرة على هامش الربح
إن معرفة الإدارة بالعوامل التي تؤثر بالسلب والإيجاب على هامش الربح أمرٌ ضروريٌ لتتمكن من زيادة أرباحها وتقليل نفقاتها إلى أدنى حد ممكن، ومن أبرز العوامل التي تؤثر في ناتج هامش الربح نذكر ما يلي:
1ـ المبيعات والإيرادات
بالطبع فإن زيادة المبيعات التي تحققها الشركة سيؤدي إلى زيادة الإيرادات وبالتالي صافي الربح الذي تحققه المؤسسة في حال أحسنت إدارة تكاليفها، لذلك تتجه المؤسسات إلى زيادة مبيعاتها باستخدام العديد من الوسائل والاستراتيجيات التسويقية والخصومات والعروض وغيرها.
2ـ تكلفة البضاعة المباعة
العامل الثاني الذي يؤثر على هامش الربح هو حجم التكلفة التي تتكبدها المؤسسة لتنتج ما تبيعه من منتجات أو ما تقدمه من خدمات، لذلك ينبغي على المؤسسة البحث عن وسائل لتقليل التكلفة إلى أدنى حد ممكن وذلك باتباع العديد من الاستراتيجيات مثل شراء المواد الخام بالجملة أو الاتفاق على عروض أفضل للشراء أو تحسين جودة خدماتها لتقليل الهدر وغيرها.
اقرأ أيضًا: ما هو تحليل التكلفة والفائدة وما أهميته وكيفية القيام به
3ـ المصاريف التشغيلية
الأمر الآخر الذي ينبغي على الشركات أن تأخذ به في عين الاعتبار هو ما تنفقه من مصاريف تشغيلية خلال مراحل الإنتاج المختلفة مثل الإيجار والرواتب والمصاريف الإدارية والمرافق وغيرها.
يمكن للشركات أن تبحث عن حلول بديلة توفر لها المزيد من الأموال مثل الاستعانة ببعض المتخصصين في بعض الوظائف بطريقة مؤقتة وليس دوام كامل أو البحث عن وسائل لترشيد الطاقة أو استخدام أساليب إدارية أبسط وغيرها من القرارات بهدف الحد من التكاليف الزائدة قدر المستطاع.
4ـ استراتيجيات التسعير
كما أوضحنا في هذا المقال أن اختيار استراتيجية التسعير الصحيحة يمكن أن يزيد من مبيعاتك، فإنه يجب الانتباه إلى أن اختيار استراتيجية التسويق يجب أن يرتكز على عدة أمور لكي لا يأتي بنتيجة سلبية على المنتج والمؤسسة، فيجب دراسة السوق والمنافسين ومدى استعداد المشتري لتغيير الأسعار وغيرها؛ مما يساعد في النهاية على إيجاد أفضل استراتيجية تسعير تناسب منتجك.
5ـ تعزيز الكفاءة والإنتاجية
إحدى أبرز طرق تحسين هامش الربح هو تعزيز كفاءة العاملين في المؤسسة؛ ليتمكنوا من العمل بانسيابية أكثر واحترافية أعلى وتتحسن كفاءتهم وتزيد إنتاجيتهم وتقلل المشكلات التي قد تحدث في المؤسسة بسبب التخبط والعشوائية، كل ذلك يصب في النهاية في مصلحة الشركة ويعزز من أرباحها بشكل عام.
ختامًا، تناولنا في هذا الموضوع هامش الربح وأنواعه المختلفة وكيفية حسابه بشكل دقيق مع توضيح أبرز العوامل المؤثرة فيه واستراتيجيات فعالة لتحسين الأرباح، مما يخدم مؤسستك ويساهم في الحفاظ على مستوى الصحة المالية الخاص بها ويدفعها أكثر للنمو.
وأيضًا يمكنك الاعتماد على دفترة لحساب هامش الربح آليًا، حيث يوفر لك برنامج محاسبة سحابي يساعدك في إدارة أعمالك بكل سهولة.