تم النشر في 28 أبريل 2024
الكاتب : فريق عمل دفترة

ما هو رأس المال العامل ورأس المال المستثمر والفرق بينهم

رأس المال العامل ورأس المال المستثمر

هل تساءلت يومًا عن كيفية تحقيق المستثمرين أرباحًا هائلة من الأعمال التجارية؟ أو كيف تُحافظ الشركات على استقرار وضعها المالي وقدرتها على الاستمرارية والتوسع؟ تكمن الإجابة في رأس المال العامل، نعم فهو واحدًا من العناصر المحورية المكونة لهيكل المحاسبة المالية، وكذلك يُعتبر من أهم الأدوات التي تعتمد عليها المؤسسات لتمويل أنشطتها اليومية وتشغيلها بكفاءة، والسؤال الأهم هو كيف يُمكن للمنشأت إدارة رأس المال العامل بشكل جيد يساعدها على تجنب المشكلات والمخاطر المالية وتحقيق عوائد ضخمة؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال مقال اليوم الذي نقدم فيه دليل شامل من واقع خبرتنا المحاسبية عن رأس المال العامل والمستثمر، وأهميته، وكيفية حسابه عمليًا، والفرق بين رأس المال العامل والمستثمر.

 

مُلخص النقاط الرئيسية 

  • رأس المال العامل هو القيمة الناتجة عن طرح الأصول المتداولة من الإلتزامات قصيرة الأجل بهدف توضيح القدرة والكفاءة التشغيلية للمؤسسة، وينقسم رأس المال العامل إلى نوعين أساسين هما  رأس المال العامل الإيجابي ورأس المال العامل السلبي.
  • يُعرف رأس المال المستثمر على أنه هو رأس المال العامل ( الأصول المتداولة - الخصوم المتداولة) ولكن يُضاف له جميع الأصول طويلة الأجل، وتكون صيغة حساب رأس المال المستثمر كالأتي (رأس المال المستثمر = رأس المال العامل + الأصول طويلة الأجل) أو (رأس المال المستثمر = حقوق الملكية + الخصوم طويلة الأجل).
  • تتمثل أهمية حساب رأس المال العامل في استخدامه كوسيلة لزيادة الأرباح والتدفقات النقدية الإيجابية، وتحسين الجدارة الائتمانية وخلق سمعة جيدة للمنشأة، وأخيرًا يساعد التحليل الدقيق لرأس المال العامل على شفافية التقارير المالية.
  • يتسم رأس المال العامل بمجموعة من الخصائص المتمثلة في السيولة، والمرونة، والتشغيل، والتوازن.
  • تتبلور أهم العوامل المؤثرة على رأس المال العامل في معايير ومتطلبات الصناعة الخاصة بمجال عمل المنشأة، وتحليل التدفقات النقدية الداخلة والخارجة والمقارنة بينها، وفهم المتغيرات الاقتصادية وتأثيرها على احتياجات رأس المال العامل، ومراقبة معدل دوران المخزون والحسابات المدينة.
  • تُشير دورة رأس المال العامل إلى الوقت التي تستغرقه المؤسسة لتحويل صافي رأس المال العامل إلى سيولة نقدية.

 

ما هو رأس المال العامل؟

يُعرف رأس المال العامل على أنه الأصول المتداولة أو السيولة في الشركة مطروحًا منها التزامات المؤسسة المُستحقة على المدى القصير؛ مما يعبر عن كفاءة الشركة التشغيلية.

ويوضح رأس المال العامل القدرة والكفاءة المالية للمؤسسة، فإذا كان ناتجه إيجابيًا فهذا يؤكد قوة المؤسسة اقتصاديًا، أما إذا كانت الأصول المتداولة للمؤسسة أقل من الالتزامات المستحقة فهذا ينذر بخطر يجب التعامل معه مسبقًا.

 

ما هو رأس المال المستثمر؟

ويُعرف رأس المال المستثمر على أنه الأموال التي تقوم الشركة بجمعها من خلال إصدار الأوراق المالية لحاملي الأسهم والديون لحاملي السندات مضافًا إليه الخصومات طويلة الأجل مثل التزامات الدين وتأجير رأس المال.

لا يُعد رأس المال المستثمر بندًا في البيان المالي للشركة أو المؤسسة؛ حيث أن الديون وعقود الإيجار الرأسمالية وحقوق المساهمين يتم إدراجها بشكل تفصيلي في الميزانية العمومية للشركة.

 

الفرق بين رأس المال العامل ورأس المال المستثمر

بعدما ذكرنا مفهوم كل من رأس المال العامل ورأس المال المستثمر فيجب الإشارة إلى أن هناك مجموعة من الفروقات بينهما في جوانب مختلفة ومنها:

الفرق بين رأس المال العامل ورأس المال المستثمر

 

الفرق من حيث طريقة الحساب

تختلف طريقة حساب رأس المال المستثمر عن العامل وذلك على النحو التالي:

 

1- طريقة حساب رأس المال العامل

يتم حساب رأس المال العامل من خلال المعادلة التالية:

رأس المال العامل = الأصول المتداولة - الخصوم المتداولة

ويشير مصطلح الأصول المتداولة إلى كل البضائع التي يمكن أن يتم تحويلها إلى نقد خلال فترة زمنية قصيرة؛ مثل المخزون والاستثمارات التي يمكن تصفيتها بسهولة والعملات الأجنبية وغيرها.

في حين نقصد بمصطلح الخصوم المتداولة تلك المبالغ التي يجب على الشركة أو المؤسسة دفعها خلال فترة زمنية قصيرة غالبًا ما تكون عامًا واحدًا، مثل الضرائب المستحقة ورواتب العاملين وغيرها.

ويشير ناتج هذه المعادلة إلى إذا ما كانت المؤسسة لديها أصول قصيرة الأجل تكفيها لتغطية ديونها قصيرة الأجل أم لا.

 

2- كيفية حساب رأس المال المستثمر

يمكنك حساب رأس المال المستثمر من خلال المعادلة التالية:

رأس المال المستثمر = رأس المال العامل + الأصول طويلة الأجل

رأس المال المستثمر = حقوق الملكية + الخصوم طويلة الأجل

 

الفرق من حيث الهدف

وهنا نشير إلى الاختلافات بين رأس المال العامل ورأس المال المستثمر من حيث الهدف من الاعتماد على كلٍ منهما:

 

1- الهدف من حساب رأس المال العامل

تتمثل أهمية رأس المال العامل للشركات في العديد من النواحي، نذكر منها ما يلي:

ـ يُستخدم لتمويل العمليات التشغيلية في المؤسسة لتتم بالكفاءة المطلوبة.

ـ يساعد في سداد الالتزامات قصيرة الأجل مثل دفع رواتب الموظفين وسداد الضرائب حتى في حالة كانت المؤسسة تواجه مشكلات في التدفق النقدي.

ـ المساعدة في تمويل الأعمال الجديدة دون الحاجة إلى الاقتراض.

ـ يقوي موقف المؤسسة إذا احتاجت الحصول على قروض مالية في حالة كان مؤشر رأس المال العامل للمؤسسة إيجابيًا.

ـ يساهم في الحصول على رؤية واضحة للحالة المالية للمؤسسة.

ـ يساعد في الحفاظ على قدر كافٍ من النقد لتغطية الالتزامات ولتسهيل التعامل في وقت الطوارئ والأزمات.

ـ يساعد في التخفيف من التقلبات التي تعاني منها المؤسسة في المبيعات والإيرادات بين وقت وآخر.

ـ يمكن للمؤسسة إذا توفر لديها رأس مال عامل بقدر كبير خلال فترة معينة من العام أن تقوم بشراء ما تحتاجه من خامات بشكل زائد عن حاجتها خلال تلك الفترة؛ لتدخره إلى الوقت الذي تعاني فيه من نقص في إيراداتها.

 

2- الهدف من حساب رأس المال المستثمر

وتتمثل أهمية رأس المال المستثمر للشركات فيما يلي:

ـ يعتبر مصدرًا للتمويل بالنسبة للشركة أو المؤسسة وذلك في حالة رغبتها في أن تتوسع في نشاطها.

ـ يساعد في شراء الأصول الثابتة مثل الأراضي والمباني والمعدات.

ـ يمكن اللجوء إليه بدلًا من الاقتراض من البنوك؛ لتجنب زيادة الالتزامات المطلوبة من المؤسسة بسبب فوائد القروض البنكية.

 

الفرق من حيث القيمة

يعتبر رأس المال المستثمر أكبر من حيث القيمة من رأس المال العامل حيث أنه يشمل في معادلة حسابه على رأس المال العامل مُضافًا إليه الأصول طويلة الأجل.

 

معادلة العائد على رأس المال المستثمر

تتمثل مهمة عائد رأس المال المستثمر ROIC في أنه يوضح مدى قدرة الشركة على استخدام أموالها بكفاءة لزيادة إيرادات الشركة، كما يوضح إلى أي مدى ستكون الاستثمارات التي تقوم بها الشركة مربحة في المستقبل.

وتتمثل معادلة حساب عائد رأس المال المستثمر فيما يلي:

رأس المال المستثمر = المستحقات المتداولة + الديون طويلة الأجل + الأسهم العادية + الأرباح المحتجزة + النقد من التمويل + النقد من الاستثمار

 

خصائص رأس المال العامل

يتميز رأس المال العامل بمجموعة من الخصائص أبرزها:-

  • السيولة التي تحدد مدى قدرة الشركة على تلبية التزاماتها المالية قصيرة الأجل.
  • المرونة في التكيف مع التغيرات التشغيلية والمالية الطارئة.
  • التوازن بين المخاطر والعائد من خلال الإدارة الفعالة لرأس المال العامل، حيث يجب على الشركة ضمان تحقيق التوازن بين الحفاظ على مستوى كافٍ من السيولة وتحقيق عائد مُجزي.
  • التشغيل من أهم خصائص رأس المال العامل حيث رأس المال العامل، حيث أنه يرتبط بشكل وثيق بالتشغيل اليومي للشركة ويُعتبر جزءًا حاسمًا من التدفقات النقدية التشغيلية.

 

أنواع رأس المال العامل 

يضم رأس المال العامل نوعين رئيسين هما:-

رأس المال العامل الإيجابي Positive net Working Capital 

يكون فيه مجموع الأصول المتداولة أكبر من مجموع الخصوم المتداولة، ويعتبر في هذه الحالة مؤشر جيدًا على قدرة المنشأة على الوفاء بالتزاماتها الجارية في مواعيد استحقاقها.

 

رأس المال العامل السلبي Negative net Working

 تكون قيمة الخصوم قصيرة الأجل أكبر من قيمة الأصول المتداولة في معادلة حساب رأس المال العامل، ويعتبر ذلك مؤشر على التعثرات المالية التي تواجهها المؤسسة في الوفاء بسداد الالتزامات المستحقة، مما يوجب على المسؤولين اتخاذ القرارات التي تؤدي إلى زيادة الإيرادات وتحجيم المصروفات.

 

رأس المال العامل الدائم

يُعبر عن الحد الأدنى من رأس المال العامل الذي تحتاجه الشركة لضمان سير الأنشطة التشغيلية بكفاءة، ويعتبر جزء من الأصول الثابتة التي لا يتوقع تحويلها إلى نقد خلال السنة المالية الحالية.

 

رأس المال العامل المؤقت

 هو رأس المال الذي يتغير مع التغيرات والتقلبات الطارئة على العمليات التشغيلية.

 

اهمية حساب  رأس المال العامل 

حساب رأس المال العامل بدقة يوفر للمؤسسة العديد من المزايا والفوائد، فيما يلي أبرز النقاط التي توضح أهمية حساب رأس المال العامل:-

 

زيادة الأرباح والتدفقات النقدية 

تحديد رأس المال العامل بدقة أمرًا هام لتحسين الربحية الإجمالية للمنشأة من خلال زيادة التدفقات النقدية والحفاظ على الميزانية الجيدة، وتجنب المخاطر المالية والنتائج السلبية التي قد تنتج عن خسارة المبيعات وانخفاض الأرباح بسبب الحسابات الغير دقيقة لرأس المال العامل في حسابات القبض وتحصيل المدفوعات من العملاء.

أيضًا تساعد السجلات الدقيقة لرأس المال العامل على إدارة المخزون وتخصيص الموارد بالشكل الأمثل، والحفاظ على التدفقات النقدية التي يُمكن إنفاقها على مشتريات بلا فائدة من خلال استخدامها للاستثمار والتوسع في منتجات وأعمال جديدة، مما يساعد على خلق تدفق نقدي إيجابي لصالح المؤسسة.

 

تحسين الجدارة الائتمانية وخلق سمعة جيدة للمنشأة 

تخطيط المنشأة لتحديد احتياجات رأس المال العامل الخاص بها وحسابه بدقة يُسعدها على سداد المدفوعات المستحقة للبائعين والدائنين في الوقت المناسب، مما يُحسن من الجدارة الائتمانية الخاصة بها ويُساعدها على كسب ثقة الممولين والمستثمرين وخلق سمعة جيدة في السوق من خلال استخدام هذه الجدارة كضمان ودليل واضح على قدرة المنشأة في الوفاء بالتزاماتها بالوقت المحدد.

 

شفافية التقارير المالية 

التحليل الدقيق لرأس المال العامل من خلال تحليل قائمة المركز المالي وما تضمه من أصول وخصوم وحقوق المساهمين، وتحليل بيان الأرباح والخسائر، وتحليل قائمة التدفقات النقدية، وكذلك تحليل النسب للتغييرات غير عادية في الأرقام مثل تحليل هامش الربح الإجمالي، حيث تساهم كل هذه التحليلات لرأس المال العامل والمعتمدة على سجلات الجرد الدقيقة في تحسين دقة وشفافية التقارير المالية التي توفر لأصحاب الأعمال والجهات المعنية رؤية شاملة الوضع والأداء المالي للمنشأة، مما يساعدهم على اتخاذ أفضل القرارات الإدارية للشؤون المالية.

 

ما هو صافي رأس المال العامل

يُعرف صافي رأس المال العامل على أنه المكون الأساسي لمعادلة قائمة المركز المالي والتي تكون صيغتها:-

صافي رأس المال العامل + الأصول طويلة الأجل = الخصوم غير المتداولة + حقوق الملكية.

ومن هذه الصياغة نستنتج أن صافي رأس المال العامل = (النقدية + الأصول المتداولة الأخرى) - الخصوم المتداولة

 

مكونات رأس المال العامل

يتكون رأس المال العامل من الفرق بين الأصول المتداولة والخصوم المتداولة، وفيما يلي شرح تفصيلي لبنود كلاً منهما:-

الأصول المتداولة 

هي جميع الأصول التي يُمكن تحويلها إلى نقدًا خلال فترة زمنية قصيرة الأجل، وتنقسم الأصول المتداولة في رأس المال العامل إلى:-

1ـ الذمم التجارية المدينة

وتشكل الذمم التجارية المدينة جزءً أساسيًا من الأصول المتداولة، وهي عبارة عن المبالغ التي أصدرت بها الشركة فواتير لعملائها أو بشكل عام أي مبالغ مستحقة للشركة ولم يتم الحصول عليها من العملاء.

2ـ المخزون

وهو ثاني أجزاء رأس المال العامل للشركة، والذي تُعد إدارته والتحكم في مستواه أمر ضروري بداية من مخزون المواد الخام وحتى الوصول إلى مخزون البضائع النهائية، وذلك من خلال مراقبة الكميات ومعرفة الوقت المناسب لشراء مواد أكثر وكذلك كيفية تراكم البضائع في المخازن وغيرها.

3ـ النقد والأرصدة المصرفية

ويعبر هذا الجزء على كل ما يمكن تحويله بسهولة إلى سيولة مالية للشركة، وتعتبر الإدارة المالية السليمة لهذا الجزء أمرًا ضروريًا في الحفاظ على رأس المال العامل للشركة، كما أن كفاءة أي شركة تتحدد من خلال كمية التدفق النقدي الحر الذي تمتلكها.

 

الخصوم المتداولة

تعبر عن الإلتزامات المستحقة الدفع من قبل المنشأة خلال فترة زمنية قصيرة الأجل، وتتمثل في:-

الذمم التجارية الدائنة

وهي ما تشكل المستحقات المتداولة للشركة والتي  تسديدها في وقت معين لاستمرار عملية الإنتاج على أكمل وجه مثل:-

  1. الديون قصيرة الأجل (السندات، والكمبيالات، والقروض، والسحب على المكشوف).
  2. الأرباح مستحقة الدفع.
  3. الضرائب.
  4. الرواتب والأجور.

 

احتياجات رأس المال العامل 

يُمكن تقييم احتياجات رأس المال العامل من خلال العوامل الآتية: -

1- تحليل معايير ومتطلبات الصناعة لمجال عمل المنشأة، وفي هذه الخطوة يتم المقارنة بين الشركات المنافسة في نفس الصناعة والتعرف على نقاط ضعفها وقوتها والاستفادة منها في تحديد مجالات التحسين المطلوبة وتحديد رأس المال العامل المطلوب.

2- يتوقف تقدير رأس المال العامل على تحليل التدفقات النقدية الداخلة والخارجة للمنشأة والمقارنة بينها على مستوى الفترات المالية المختلفة.

3- فهم المتغيرات الاقتصادية مثل التضخم، ومعدلات العرض والطلب، وتغير أسعار العملات، وموسمية الأعمال وكيفية تأثير كل على التدفق النقدي لتقييم احتياجات رأس المال العامل المطلوب لتمويل أنشطة المؤسسة والوفاء بالتزاماتها.

4- دراسة خطط النمو والتوسع المُخطط لها في المُستقبل، والتنبؤ بحجم التدفقات النقدية المستقبلية الصادرة عن المنشأة مثل المصروفات والتكاليف أو الواردة إليها مثل الإيرادات والأرباح.

5- مراقبة مؤشرات أداء رأس المال العامل من خلال حساب حجم المبيعات المعلقة، ونسبة دوران المخزون فيما يُعرف بـ تحليل دورة التحول النقدي الذي يعتبر من أهم العوامل المؤثرة على تحديد رأس المال العامل، ويُعبر مصطلح دورة التحول النقدي عن الفترة اللازمة لتحويل المخزون من المواد والمنتجات إلى نقدًا، ويتم حسابها من خلال المعادلات الآتية: -

  • متوسط المخزون = (مخزون أول المدة) + (مخزون آخر المدة) / 2
  • دورة التحول النقدي (أيام المخزون المعلق) = مدة أيام الدفع المستحقة × (متوسط المخزون) / (تكلفة المبيعات)

6- يتوقف تحديد رأس المال العامل المطلوب لاستكمال العمليات التشغيلية على تقييم المخاطر المالية المُحتملة وتقييم تأثيرها على التدفق النقدي مثل الانكماش الاقتصادي، أو السداد المتأخر من قبل العملاء.

7- مراجعة الحسابات المستحقة السداد، وكذلك مراجعة شروط وجداول الدفع المتفق عليها لتحديد نسبة رأس المال العامل لتوفير التدفق النقدي المطلوب للوفاء بالسداد في الوقت المناسب.

وبشكل عام يُمكن يتوقف تحديد احتياجات رأس المال العامل لمؤسستك على 3 مؤشرات رئيسية ممثلة في:-

  • تقييم التدفقات النقدية الحالية والمستقبلية.
  • تقدير معدل دوران المخزون.
  • حساب معدل دوران الحسابات المدينة.

اقرأ أيضًا: تعريف الطريقة المباشرة لاحتساب التدفقات النقدية

 

نسبة رأس المال العامل

نسبة رأس المال العامل (Working Capital Ratio) وتُعرف أيضًا بنسبة السيولة الحالية، وتُشير هذه النسبة إلى  قدرة الشركة على تغطية التزاماتها قصيرة الأجل باستخدام الأصول المتداولة، ويمكن حسابها من خلال المعادلة الآتية:-

نسبة رأس المال العامل = الأصول المتداولة / الخصوم المتداولة.

ويجب ملاحظة أنه إذا كانت نسبة رأس المال العامل أقل من 1 فهذا يعني أنه قد  تواجه الشركة مشكلات في تلبية التزاماتها قصيرة الأجل، أما إذا كانت النسبة تساوي 1 فهذا يعني أن الأصول المتداولة تتعادل مع الخصوم المتداولة، وأخيرًا إذا كانت نسبة رأس المال  العامل أكبر من 1 فهذا يعني أن الشركة لديها فائض من الأصول المتداولة مما يعكس حُسن إدارتها المالية ووضعها المُستقر.

 

سياسات تمويل رأس المال العامل 

ينتج عن رأس المال العامل تدفق نقدي داخلي، ويُمكن تمويل رأس المال العامل من خلال إتباع إحدى السياسات الممثلة في:-

  • زيادة الخصوم وحقوق الملكية ويعني أن المؤسسة قد قامت بزيادة الأموال عن طريق الاقتراض أو الدين أو عن طريق بيع جزءا من حق الملكية.
  • تخفيض الأصول ويعني أن المنشأة قامت بتسييل أصل من أصولها لتحويله نقدًا.

 

ما هي دورة رأس المال العامل؟

تُشير دورة رأس المال العامل إلى الوقت التي تستغرقه المؤسسة لتحويل صافي رأس المال العامل إلى سيولة نقدية، وتُحدد دورة رأس المال العامل المدة الزمنية لشراء المواد الخام اللازمة للإنتاج والتصنيع، والمدة الزمنية المتوقعة لتوليد الإيرادات النقدية من الخدمات والمنتجات والسلع.

فكلما كانت دورة رأس المال العامل قصيرة كلما تزيد قدرة المنشأة على توفير السيولة النقدية بسرعة وسهولة وتزيد كفاءة أعمالها، والعكس صحيح مع زيادة دورة رأس المال العامل لا تستطيع المنشأة الحصول على السيولة المطلوبة مما يؤثر على تحقيق العوائد المتوقعة.

ويُمكن تقصير مدة دورة رأس المال العامل من خلال تقصير فترات الائتمان التي تمنحها المنشآت للعملاء، وعلى الجانب الأخر التفاوض مع الموردين لزيادة فترة الائتمان الخاصة بالسداد، واتباع استراتيجيات بيعية لتحقيق مبيعات أكبر في وقت أقل مما يؤثر على معدل أيام دوران المخزون.

ويعتمد طول مدة دورة رأس المال العامل على نوع المنتجات التي تقدمها المؤسسة، ومدى إقبال العملاء على الشراء، وصلاحية هذه المنتجات، وكذلك السياسات المالية الحكومية والأحداث الاقتصادية المفاجأة.

 

حساب دورة رأس المال العامل

يتم حساب دورة رأس المال العامل من خلال الصيغة الحسابية التالية: -

دورة رأس المال العامل = معدل أيام دوران المخزون + معدل أيام دوران الذمم المدينة (الخصوم والالتزامات المُستحقة) – معدل أيام دوران الذمم الدائنة (الأصول المتداولة مثل النقدية من المبيعات).

على سبيل المثال إذا كان معدل دوران المخزون للمنشأة 150 يوم، ومعدل دوران الذمم المدينة 75 يوم، ومعدل دوران الذمم الدائنة 170 يوم، فإن حساب دورة رأس المال العامل سيكون:-

150 + 75 – 170 = 55 يوم

وهذا يعني أن المنشأة لن تحصل على سيولة نقدية أو تُحقق عائد إلا بعد مرور 55 يوم.

 

 

مثال عملي على حساب رأس المال العامل 

حققت شركة الحمد السعودية للمنتجات الغذائية في السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2015 نقدية بلغت 50000 ريال سعودي من أصولها المتداولة الممثلة في (الاستثمارات قصيرة الأجل، والأوراق المالية، والحسابات المستحقة القبض، والمبيعات من المخزون، والمصروفات المُقدمة، والأصول الأخرى المحتفظ بها للبيع)، وعلى الجانب الآخر سجلت الشركة التزامات متداولة لنفس السنة المالية بلغت 38000 ريال سعودي من (الحسابات الدائنة، والمصروفات المستحقة للضرائب والرواتب، والقروض، وأوراق الدفع).

المطلوب:- حساب نسبة رأس المال العامل للشركة الحمد الذي يُساعدها على استمرارية نشاطها التجاري والوفاء بالتزاماتها:-

رأس المال العامل = الأصول المتداولة لشركة الحمد -الالتزامات المتداولة 

= 500000 - 380000 = 120.000 ريال سعودي.

 

 

كيف تتابع رأس المال العامل والمستثمر من خلال دفترة؟

سواء أردت متابعة الأصول المتداولة التي تعتبر رأس المال العامل لديك أو الأموال التي يضخها المستثمرين والمستفيدين من خدماتك الاستثمارية الغير تابعة لنشاط الشركة الأساسي من خلال سندات القبض، يوفر لك برنامج المحاسبة في دفترة المعلومات الماليةبشكل واضح وتفصيلي، يساعدك على إدارة رؤوس أموالك بإحكام.

كيف يمكنك متابعة رأس المال العامل والمستثمر في برنامج دفترة

 

أبرز الأسئلة الشائعة 

لماذا سمي رأس المال العامل بهذا الاسم؟

لأنه يُشير إلى رأس المال الذي يعمل بشكل مُستمر في الأنشطة التشغيلية للشركة وذلك لضمان سير العمليات بسلاسة وكفاءة وفاعلية.

 

ما الفرق بين راس المال العامل و حقوق الملكية؟

الفرق بين راس المال العامل وحقوق الملكية هو التخصص في الفارق بين أنواع الأصول والخصوم، حيث يعبر رأس المال العامل عن الفارق بين الأصول قصيرة الأجل والخصوم المتداولة، بينما تعبر حقوق الملكية عن الفارق بين الأصول والخصوم بشكل عام أي أنها تشكل كافة أنواع الأصول والخصوم المتداولة والغير متداولة في معادلة واحدة.

 

كيف يدير المديرون رأس المال العامل للشركة؟

تتطلب إدارة رأس المال العامل تحقيق التوازن بين السيولة والكفاءة من خلال الآتي:-

  • التحكم في التدفقات النقدية الواردة والصادرة، مع الحفاظ على احتياطي نقدي للتعامل مع الفرص والتحديات التي قد تطرأ فجأة.
  • تحديد سياسات الائتمان والتحصيل لضمان تحصيل الديون في الوقت المناسب، ذلك من خلال مراقبة العملاء المدينين واتخاذ إجراءات عند التأخير في الدفع.
  • إدارة المخزون عن طريق مراقبة وتتبع مستوياته لضمان توفر المنتجات والمواد اللازمة للإنتاج والتشغيل دون الإفراط أو العجز.
  • إدارة الجانب الدائن من خلال التحكم في الالتزامات المُستحق سدادها على الشركة، ووضع سياسات واضحة للدفع للموردين، والتفاوض على أفضل الشروط والتسهيلات المُمكنة للسداد.
  • تحديد الاحتياجات التمويلية واختيار أفضل مصدر للتمويل قصير الأجل، والتحكم في التكاليف المالية من خلال تحقيق التوازن بين التمويل الذاتي والتمويل الخارجي.

 

ماذا يعني أن رأس المال العامل بالسالب؟

يكون رأس المال العامل بالسالب إذا ظهرت المعادلة الأتية:-

الأصول المتداولة - الخصوم المتداولة < 1

وهذا يُشير إلى أن الشركة تُدير رأس مالها العامل بشكل غير فعال فيما يتعلق بالمدينون واحتياطي النقد والمخزون، ولكن في بعض المصانع والمؤسسات يكون ناتج رأس العامل العامل بالسالب مقبول من خلال الاعتبار إلى نسب وحالات أخرى.

 

ما هو تمويل رأس المال العامل؟.

تمويل رأس المال العامل يعني استخدام مصادر تمويلية مختلفة لتحقيق التوازن المطلوب، ومن أبرز أنواع تمويل رأس المال العامل:-

  • التمويل الذاتي:-  يكون من خلال تمويل الشركة لنفسها بشكل ذاتي من خلال استخدام الأرباح المحتفظ بها أو الأموال المولدة من الأنشطة الداخلية للشركة في لتمويل الأصول المتداولة.
  • التمويل البنكي:- يتم عن طريق الحصول على قروض قصيرة الأجل أو تسهيلات ائتمانية من البنوك لتمويل الأصول المتداولة.
  • تمويل التجار:-  يحدث عند التفاوض على شروط دفع مرنة مع الموردين لتحسين سيولة الشركة.
  • تمويل الديون:- يستخدم هذا النوع من التمويل الديون قصيرة الأجل مثل القروض.
  • تمويل الأصول:- استخدام الأصول الحالية لتمويل رأس المال العامل مثل الفواتير أو المخزون، كضمان للحصول على تمويل جديد.


 

خاتمة 

ختامًا، بعد شرح كافة التفاصيل المُتعلقة برأس المال العامل واحتياجاته، ومعادلة حسابه بالتطبيق العملي، نجد أن جميع الشركات تحتاج إلى الاعتماد على أكثر من نوع من أنواع رؤوس الأموال لتحقيق النجاح التجاري والاستثماري، لهذا يُمكن القول إن رأس المال العامل ليس مجرد أرقام تُعبر عن النقدية والأصول المالية المُتاحة، بل هو مفتاح يمنح المستثمرين وأصحاب الأعمال القدرة على تحقيق عوائد مالية مُجزية على استثماراتهم؟

فالمحاسب أو المدير المالي الكُفء هو الذي يُدرك أهمية رأس المال العامل ويحقق أقصى فائدة منه للمنشأة بالشكل الذي يُساعدها على تغطية التزاماتها قصيرة الأجل وتمويل أنشطتها اليومية دون أن تتعثر، مما يُتيح لها التوسع والاستفادة من الفرص التجارية الجديدة لتعزيز الإنتاجية والربحية والتنافس بقوة.

 

إدارة مالية أسهل في دفترة

يمكنك برنامج المحاسبة من تحديد قيمة رأس المال العامل والمستثمر بكل سهولة والتحكم بهم بأحدث الطرق

إشترك الأن مجانا

إدارة مالية أسهل في دفترة

يمكنك برنامج المحاسبة من تحديد قيمة رأس المال العامل والمستثمر بكل سهولة والتحكم بهم بأحدث الطرق

إشترك الأن مجانا